الثقافة

اغتصاب حرف

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت – اسماء راضى

هرطقاتي من نوع خاص .. و على غير العادة .. قد ينظر الي البعض كمجنون قديم .. فلا يوجد نص أخرق دون كاتب معتوه .. لا يوجد كاتب معتوه دون واقع أحمق .. يبدو الأمر للوهلة الأولى مضحكا .. لكنه بالغ الدرامية .. فقط من تمرسوا فراسة الكتابة يوقنون بواقع هذه العلاقة الجدلية .. لن أخفيكم اني احمل الكلمات أكثر من معناها .. ابصرها بعين فلسفية على أنها ” كيان ” حي .. يعيش ، يتنفس ، و يموت .. بل هو أكثر حياة من الإنسان ذاته .. فلم أجد ما ” يخلده ” ككائن ” مؤثر كالكلمات ..

الفرق بين الإنسان و الحرف .. أن الإنسان يموت بخروج الروح .. أما الحرف فيموت بحرف آخر ..

إذا اردتم القضاء على مجتمع ما .. اغتصبوا حرفه .. فغصب البوح اقضى من اغتصاب العذارى تباعا .. فكم من رجل خرج من صلبه قاتله .. و كم من حرف أضاء الطريق و أحيا الرجال ..

 سأقوم بتدييل هذه الهرطقة .. بحتمية عريقة كون أن الذين يحاصرونك باسم الحب .. ستجدهم يتسللون من حياتك مثل السراب .. كفأر جازع .. في أول حاجه لهم .. ظنا منهم انهم اصابوا عين الحق .. و طرقوا باب المثالية .. لكننا هنا من جانبنا .. نخاطبهم من هذا ” المحراب ” .. و نقول لهم .. اننا استطعنا عصفكم .. بالحرف الواحد .. حرفنا سلاحنا .. و يا حرفي الحرف التحموا .. يا ممتهني الأبدجية إتحدوا .. بشرط أن تكونوا خلوقين معتذرين .. فأحيانا تشعرون بأنكم بحاجة ماسة الى الاعتذار لكل شخص على هذا الكوكب بما في ذلك أنفسكم .. هذا و إن كنتم على حق .. و لكن هذا لا يحدث الا اذا كانت اخلاقكم عالية كالشمس .. لا يستطيع احد الامعان بالنظر اليها لشدة لمعانها .. الا بنصف ” عين ” خاشعة .. هكذا يكون ” الحرف ” أخطر سلاح فتاك في كل الوجود .. ” بأيديكم ” .. !!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى